الأربعاء، 30 مارس 2011

سفير إندونيسيا لليوم السابع.. بعد 25 يناير مصر لم تعد دولة الرجل الواحد.. ومصر دولة ديمقراطية ولا خوف من الإخوان.. وإندونيسيا تدعم الاقتصاد المصرى باستثمارات تقدر بـ 200 مليون دولار


السفير عبد الرحمن محمد فاخر سفير إندونيسيا بالقاهرة

حوار محمد ثروت وأكرم سامى - تصوير سامى وهيب
أعرب السفير عبد الرحمن محمد فاخر، سفير إندونيسيا بالقاهرة عن سعادته البالغة بنجاح ثورة 25 يناير العظيمة، مشيرا إلى امتدادا للعلاقات العميقة بين مصر وإندونيسيا منذ عام 1945، مؤكدا خلال حواره لليوم السابع أن دولته مستعدة الآن للوقوف بجانب مصر فى أزمتها الحالية لحين استعادة دورها الإقليمى مرة أخرى.

ما رأيك فيما حدث فى مصر من تطورات وما يحدث الآن فى الشرق الأوسط؟
أولا أود أن نهنئ المصريين على نجاح ثورتهم العظيمة، بعد أن أثبتوا للعالم أنهم قادرين على التغيير الجذرى، لأنه ليس من السهل الحصول على الحرية فى أى بلد فى العالم، لكن المصريين أكدوا أنهم قادرين على ذلك منذ قديم الزمان، الأهم الآن أن يسعى المصريون لترسيخ عملية السلام والديمقراطية داخل دولتهم ليصبحوا أقوياء فى المستقبل القريب.

ونحن كدولة إندونيسيا نؤمن تماما أن المصريين أصدقاؤنا وإخواننا نظرا للعلاقات العميقة بيننا، نحن نثق فى شعب مصر تماما أنهم قادرين على معالجة الصعاب وأى تحديات تواجههم، ونسعى لتعميق العلاقات أكثر وأكثر بيننا وبين مصر.

أما ما يحدث فى الشرق الأوسط فهو نتيجة طبيعية لتراكمات كثيرة وأساليب قمع الحريات، وكان لابد من انفجار يمر بكل هذه الدول.

هل هناك أى خطة واضحة لتدعيم الاقتصاد المصرى من قبل إندونيسيا؟
نعم، نحن لدينا التزام بدعم الاقتصاد المصرى، وسوف نكرس كل خبرتنا لذلك، وبالفعل وجهنا بعض المستثمرين الاندونيسيين بالقاهرة إلى أننا يجب أن ناخذ خطوة نحو الاقتصاد المصرى خاصة بعد الأحداث الأخيرة، ولدينا هنا فى مصر حاليا 3 استثمارات تقدر بـ 150- 200 مليون دولار، ونعمل على حمايتها الآن لدعم الاقتصاد بأى شىء ممكن، لكن فى الوقت الحالى يجب على الشعب المصرى أن يعمل على الاستقرار والأمن لإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد مرة أخرى، وخاصة البترول وقود الصناعة، وهذا ما أقصده أن الاستقرار هو أهم خطوة لإعادة التقدم وحماية الاقتصاد ورفع مستواه.

وماذا عن السياحة؟
نعمل حاليا على إعادة الإندونيسين لمصر مرة أخرى، خاصة الدارسين فى الأزهر، وبالتأكيد لا نمانع الآن فى قدوم أى اندونيسى بعد أن عاد الأمان لمصر مرة أخرى.

من وجهة نظرك الشخصية كيف نعيد بناء اقتصاد مصر مرة أخرى؟
أولا هناك شيئين يجب تحقيقهما قبل إعادة بناء الاقتصاد، أولا أن نؤكد على أن احتياجات الأشخاص موجودة بالفعل، ثانيا تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق وتلبية هذه الاحتياجات للمواطنين، فيجب أن نعلم الناس أولا كيف يصطادون بذكاء لتستمر حياتهم وليس بإعطائهم المال فقط كنوع من تلبية الرغبات، ومن الأفضل أن يتعلم الجميع كيف يحصلون على حقوقهم مقابل عملهم، مما يخلق الكثير من الطاقة والتنمية والمال.

ما رأيك فى إعادة علاقة مصر بإيران كدول إسلامية؟
هذا هو اختيار المصريين، المصريين الآن أحرار ويختاروا ما يشاءون، لكن من الأهمية إعادة جميع العلاقات الخارجية لمصر، نحن نفهم أن هناك دول فى المنطقة تعمل لحسابات شخصية ولا تراعى غيرها لكن علينا أن نعيد النظر فى علاقات الدولة لربما نحتاج لها فيما بعد.

ماذا عن تولى الإخوان المسلمين الحكم فى المصر؟
لا تخشى من هذا الموضوع، مصر الآن دولة ديمقراطية وعليها أن تقبل ما يختاره المصريون، والديمقراطية تفيد بأن تتيح الفرصة لكل من يرغب الترشح، لأن زمن القمع ذهب بالفعل، الآن يتعلق الكل على ما يختاره الشعب المصرى. المصريون اختاروا النظام الديمقراطى فلابد من تطبيقه على الواقع، وأعتقد أن مصر ستصبح دولة قوية بالفعل خلال السنوات القادمة.

حدثنى عن النظام السياسى فى إندونيسيا؟
خلال أحداث الإصلاحات 1998 فى اندونيسيا وتنحى الرئيس سوهارتو عن منصبه قام بتعيين نائب الرئيس ليصبح رئيسا تنفيذيا للبلاد، أما فى مصر قام الرئيس حسنى مبارك بتسليم السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يثقه الشعب المصرى، ورغم ذلك تتعرض إندونيسيا ومصر لأشياء المتشابهة.

ولدينا فى إندونيسيا أحزاب كثيرة، هناك حوالى 15 حزبا سياسيا ناشط من مختلف الإتجاهات كاليبرالية والوطنية والإسلامية، وفى الساحة الحكومية قامت تلك الأحزاب بالتعاون للمصالح المشتركة وهى المصالح الشعبية بل هناك تكامل وتحالف بين الاحزاب لمصلحة الدولة الموحدة وهذه هى الديمقراطية.

هل أنت مع انتخابات الرئاسة أولا أم انتخابات البرلمان؟
من خلال خبرة إندونيسيا بعد أحداث الإصلاحات 1998 فقد تم تقديم الإنتخابات البرلمانية عن الرئاسية وبعد الإنتخابات البرلمانية تمت الإنتخابات الرئاسية من خلال البرلمان المنتخب، أما الإنتخابات الرئاسية للفترة الثانية فكانت مباشرة من قبل الشعب وليس مجلس الشعب (البرلمان).

أما عن مصر، فالمهم أن تلك الآلية التى ستبدأ بها ستكون صورة تنفيذية طبقا لرغبة الشعب. فإختيار الشعب فى إستفتاء الدستور يوم 19 مارس المقبل هو الذى سيحدد اللوائح القانونية فى هذا الموضوع.

هل ترى مصر فى حالة من الفوضى؟
من الطبيعى أن تحدث المظاهرات الفئوية كما نراها وطبعا هذه نتاج عن 30 سنة من الظلم والقمع ولكن برغم ذلك على الشعب المصرى الإستمرار فى الإنتاج طوال الوقت وخاصة فى هذه الأيام الصعبة وذلك لإنقاذ إقتصاد البلد قبل ان يتحول "لمجاعة شديدة وانحناء فى التوازن العام"

وماذا عن الوضع فى ليبيا؟
هذا الوضع جاء بعد معاناة وضغط من قبل الحكومة، التى لم تسمع صوت شعبها، من الطبيعى أن تواجه كل هذه المظاهرات، لكن لم تحاول ليبيا التغلب على المشكلة وتصحيح الأوضاع كما فعلت الدول الأخرى، لكن ما فعله القذافى هو اللجوء للعنف وليس لحل المشكلة الأساسية.

هل ستتغير نظرة لمصر لإسرائيل بعد 25 يناير وعلاقتها الخارجية معاها؟
أعتقد أن 30 عاما بدون حرب شيئا هاما جدا، هناك مصالح كثيرة للمصرين لحماية السلام كل هذه الفترة، ما أتوقعه أن مصر الآن دولة ديمقراطية يختار شعبها ويراه ما يروق له، لأن مصر تقود حاليا دولة ديمقراطية ومن الطبيعى ان تحدث التغيرات فى سياساتها الخارجية وإسرائيل ان تقتنع أنها تواجه دولة ديمقراطية وفى الآخر ان تواجه صوت ورغبة وطموحات الشعب المصرى.

ما رأيك فى دور مصر الخاص تدعيم العلاقات بين جماعتى فتح وحماس ؟
مصر لعبت دورا هاما فى القضية الفلسطينية لتحقيق استقلال القدس الذى لن يتم مع الأنقسام إطلاقا، نحن نحاول حاليا ومعنا مصر على توحيد الأطراف للحصول على استقلال الدولة الفلسطينية،

فى نهاية فترتك كسفير لإندونيسيا فى مصر ماذا تقول عن مصر ؟
أنا أعشق مصر لأنى أشعر هنا ببلدى الثانى، والأمان وكل المصريين إخواتى وأصدقائى وأشعر بأنى فى بيتى تماما، نظرا لترحيب المصريين الشديد لى وأتمنى الاستقرار هنا بقية حياتى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق