الأربعاء، 30 مارس 2011

 

 


تاريخ النشر: الأربعاء 16 مارس 2011
مُنيت السياحة العربية بخسائر فادحة خلال الفترة الماضية التي شهدت اضطرابات واحتجاجات سياسية مختلفة ومتنوعة، وإذا كنا هنا لسنا بصدد مناقشة الأسباب والدوافع والظروف السياسية المحيطة بكل مكان، إلا أننا في الحقيقة أمام كارثة في صناعة السياحة العربية.
صناعة السياحة بشكل عام هي من الصناعات الرقيقة أو الهشة، بمعنى أنها سريعة التأثر بالأحداث والتطورات، لذلك نجدها تهبط وتعلو نتيجة ظروف ليس لها علاقة بالصناعة نفسها.
كوارث طبيعية، ظروف سياسية، أمراض وأوبئة، أزمات مالية، إشاعات اجتماعية أو سياسية، كل هذه العوامل قد تؤثر بشكل كبير على صناعة السياحة، وأحياناً قد تؤدي إلى توقفها تماماً.

ولن نتحدث عن العائد الاقتصادي أو الناتج القومي، فهذه الأرقام قد لا تعني الشخص العادي كثيراً، وأحياناً لا يفهم معناها الحقيقي، ولكن ما يعني الإنسان البسيط هو الدخل اليومي أو الشهري الذي يعيش ويتعيش منه، وإذا نظرنا إلى حجم صناعة السياحة في مصر أو تونس مثلاً، سنجد أن هناك الملايين من العاملين في هذا المجال، وإذا ضربنا هذا الرقم في عدد أفراد أسرة كل منهم، سنعرف مدى حجم الكارثة، ومدى ما يعانيه هؤلاء الناس.
فجأة يجد شخص يعيل نفسه وعائلته أنه فقد وظيفته، وأن دخله المعتاد والثابت قد توقف كلياً، وان عليه أن يبحث عن عمل ربما ليس له علاقة مما اكتسبه من خبرات طوال حياته، وأن عليه أن يقبل بأي عمل، أو ينتظر إلى موعد غير مسمى لأنه لا يعرف متى تعود الأمور إلى طبيعتها.
أصحاب الاستثمارات السياحية عادة يحصلون على عائد مادي واقتصادي نتيجة هذه الاستثمارات تصل إلى ملايين الدولارات في الأحوال العادية، ولكنهم لا يفكرون في إنشاء صناديق لمواجهة مثل هذه الكوارث التي تحدث والتي ستظل تحدث دائماً بأشكال مختلفة؛
. لأن تلك هي طبيعة الحياة.

\خسائر السياحة العربية - جريدة الاتحاد.htm 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق